د. عدنان منصور – وزير الخارجية والمغتربين السابق – ( افتتاحية العدد 1 من “صوت الدبلوماسية”/ تموز 2018)
يطل علينا الصحافي القدير والإعلامي المميز فؤاد حبيقة بمجلته الجديدة «صوت الدبلوماسية» إطلالة واعدة بعدما أثبت ولسنوات طويلة جدارة مهنية وكفاءة عالية في إدارة «المجلة الدبلوماسية» الصادرة عن «منتدى سفراء لبنان».
«المجلة الدبلوماسية» تطورت بفعل جهوده من مطبوعة عادية الى مطبوعة بحثية محترمة، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين والاعلاميين والأكاديميين والباحثين في السياسة والأمن والاقتصاد والاستراتيجيا ورجال الأعمال وصانعي القرار المالي. في الوقت نفسه أعطى حبيقة الدليل على نزاهته الفكرية وموضوعيته في مقاربة الأحداث بنظرة لا تشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات. إنه يدرك أن لموضوعات المعرفة وجوداً مادياً خارجياً في الواقع، وأنه يستطيع أن يبلغ الحقيقة الواقعية القائمة بذاتها، باستقلال تام عن الجوانب الذاتية أو النفسية والمشاعر الخاصة.
وفي معلوماتي أن فؤاد حبيقة الاعلامي والباحث والأستاذ الجامعي، واجه مشكلة يصعب حلها في ضمان استمرارية «المجلة الدبلوماسية» بسبب «سوء تفاهم» لم يظهر الى العلن بين وزارة الخارجية «و«منتدى سفراء لبنان» امتنعت بعده الوزارة، من دون مبرر واضح، عن تأمين بدلات الاشتراك المخصصة للمجلة منذ سنوات، والتي كانت تسهم في تغطية نفقات الصدور. ولما وجد أن المنتدى عاجز عن حل المشكلة اختار الانسحاب من الورطة ومتابعة المشروع على مسؤوليته الخاصة.
وهكذا، وبكل شجاعة وثقة وارادة صلبة، قرر فؤاد حبيقة أن يواصل تطوير مشروعه البحثي بعنوان جديد هو «صوت الدبلوماسية»، واختار له شعاراً جديداً هو «منتدى دولي للحوار». هذا يعني أن «صوت الدبلوماسية» سيظل عالياً، حاضراً بقوة في أوساط صانعي القرار، بمشاركة نخبة لبنانية – عربية – دولية، ومساهمة مجموعة منتقاة من مراكز الأبحاث العالمية، وانفتاح واضح على الأوساط الأكاديمية والفكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، بدءاً بسفراء لبنان العاملين والمتقاعدين والسلك القنصلي والنخب الفكرية الملتزمة بالنهج البحثي المستقل.
«صوت الدبلوماسية» هي باختصار مجلة القارئ المتنور الذي ينتمي الى الفكر الحر بعيداً من أي وصاية لبنانية أو غير لبنانية، وأنا على ثقة من أنها ستعطي في كل اصدار الدليل على صدقيتها وعقلانيتها وموضوعيتها منزهة عن أي تطرف أو تزمت أو فئوية. وفؤاد حبيقة – كما أعرفه – اعلامي محترف وباحث لا يساوم على الحقيقة، وهو قادر على أن ينقل عدوى الحقيقة الى الآخرين، متحرراً من أي خلفية عقائدية أو حزبية أو مذهبية. والحقيقة، كما لا يخفى، هي التي تتوافق مع الواقع كما هو لا كما يراد له أن يكون، وهي عقيدة يمارسها حبيقة في حياته المهنية والشخصية.
وكما أن «المجلة الدبلوماسية» اتسمت على يده بمستوى عال من الرقي والاتزان والعقلانية، فأنا على يقين من أن «صوت الدبلوماسية» هي القرار السليم الذي يجسد نهجه الفكري وقناعاته المبدئية، والأشهر والسنوات المقبلة كفيلة باعطاء الدليل على هذه الحقيقة.